اسمحوا لي أولاً أن أعرض لكم نُقطة لابد من وضوحها للجميع: إذا لم يكن هناك عيب في البطارية أو في التصميم لأي جهاز إلكتروني، سواء إن كان هو هاتف ذكي، أو جهاز لوحي أو الكمبيوتر الدفتري، فإنها في الغالب لن تنفجر، بل وحقيقة الأمر، أنه حتى في الحالات النادرة التي يحدث لها ذلك، فإنه في مُعظم الأحيان لا تكون البطارية وحدها هي التي تُسَبِّب الانفجار أو الحريق، إن المشكلة تكمن في اثنين من العوامل التي تُسهم بشكلٍ متكرر إلى التَّسَبّبِ في الحادث: البطَّارية ليست أصلية / أو الشاحن ليس أصليَّاً.
إن بطَّاريات الليثيوم تعاني من مُشكلة صغيرة تُسَمَّى ” الهروب الحراري “، بحيث يمكنها التعامل مع الحرارة الزائدة الناتجة عن الشحن الذي يزيد من حرارة البطارية، وبسبب هذا، فإنها مُزَوَّدَة بنظام يحمي ضد الشحن الزائد ويمنع التفاعلات الخطرة مع المواد الكيميائية المُدرجة بداخلها، لذلك، مقولة أن” البطاريات غير المكَلِّفَة التي يتحه العديد من المستخدمين لشرائها هي غير مقبولة تماماً كونها مختلفة كثيرا عن الأصلية، والسبب؟
لأن بطاريات الهواتف نحيفة للغاية، وبالتالي نجد المساحة التي تُحافظ على بقاء الصفائح الداخلية الموجبة والسالبة في البطارية على حدة قليلة وضيّقة، وكذلك نرى أن الفاصل بين هذين النوعين من الشرائح هو بدوره رقيق للغاية، وعليه، إن تعرَّض هذا الأخير لأي شيء من الممكن أن يتسبب ذلك في العديد من المشاكل، وإذا لم تتم صناعة البطاريات بتلك المعايير الموضوعة من قِبَلِ الشركات المُصَنِّعَة، فإنه عند وضع البطارية من هذا النوع تحت وطأة الشحن الزائد، فكأنما سَكَبْنَا الزيت على النار إن صَحَّ التعبير.
إذا قام صانعو البطَّاريات باتِّبَاعِ جميع المبادئ التوجيهيَّة كلها فمن المؤكد أنه بإمكانهم إنتاج بطارية آمنة تماماً، لكن البعض أيضاً معروف بحبِّه لتوفير المال – وهل من يُحب ذلك هم صُنَّاع البطاريات فقط؟! – ويكون ذلك من خلال عدم إدراج هذا الصِمَام الذي يقطع الدائرة في حالة ارتفاع درجة حرارة البطارية، ومن الواضح أن افتقاد البطَّاريات لهذه الصمامات أحد تلك الأمور الخطرة جدّاً، خاصَّة إذا كان معظمنا لديه هذه العادة – الشريرة - من شحن هاتفنا الذكي كل ليلة بجانب السرير، ربما على الطاولة التي جانب السرير، المهم أنه يكون على بُعد 30 سم فقط من رؤوسنا.
والآن، أفضل من أن نُراهِن على حياتنا – ورؤوسنا! – ولعدم وضع احتمالات لوجود أي مشاكل غير متوقَّعَة لاحتراق بطارياتنا – ورؤوسنا!! – علينا القيام بما يلي:
- اعتمدوا بشكل كامل على بطاريات الشركة المُصَنِّعَة الأصليَّة أو استبدالها بالعلامات التُّجارية المعروفة، قد يكون الأمر أقل تكلفة عند شراء بطاريَّات زهيدة السعر، لكن بالنَّظَرِ إلى هذا المبلغ الذي دفعتموه وإلى رغبتكم التَّامة في عدم الاحتياج إلى رجال الإطفاء في أي يومٍ من الأيام، فبالتأكيد لن تقوموا بوضع إطارات مثقوبة لسيارة بوجاتي فايرون!
- لا تتركوا هاتفكم في المواطن الساخنة، لا سِيَّمَا إذا كانت على الشواحن، إن ارتفاع درجات الحرارة تجعل الأمور أسوأ، والبطاريَّات تتأثر دوماً بدرجات الحرارة المحيطة بها.
- إذا وضعتم هاتفكم على الشاحن في أي وقت وشعرتُمْ أن حرارة الهاتف ساخنة بعض الشيء، تأكدوا من أنكم تقومون بذلك في مكان جيِّد التهوية – رجاء ألقوه خارج النافذة إن استعطتم! -.
- لا تندهشوا مِمَّا سأخبركم به الآن، عند وصول شحن البطاريات الخاصة بكم إلى 50% هو أمر جيد بالفعل ولستم بحاجة إلى أكثر من ذلك!؛ لأن بطاريات الليثيوم أيون لا تُعاني من مشاكل الذاكرة مثل بعض البطاريات العادية، لكنها من المُمْكِن أن تتلف من جراء الجُهْدِ المنخفض.
لذلك، عند حفاظكم على هذه النصائح ووضعها في الاعتبار سيتم الاحتفاظ على بطاريَّاتكم الخاصة بالطريقة التي تبغونها، دون الفزع الناتج عن التفكير حول انفجار هواتفكم في منتصف الليل، إذا كانت هاته النصائح تُسبب لكم بعض الإزعاج، يمكنكم آنذاك شحن هاتفكم وإبقاءه داخل الحوض حتى الصباح!
0 commentaires:
إرسال تعليق